حمى و هذيان
كيف يمكن للقدر أن يهزمني هكذا؟ يتزامن إكتشافي لرواية غاية في الإبداع مع تعالي صوت فنانتي المفضلة و ولادة على الورق اسم من أحببت يوما... قدري تربص بي هذه المرة، و ككل مرة يزعزع كيان مملكتي بذكاء و عظمة... لكن كيف للقدر أن يسخر مني مرة أخرى؟ كيف له أن يعبث بجنوني بهذه السذاجة؟
هذا الكتاب الذي تتلاقفه أناملي يحمل بين طياته رجلا يشبهني في أنوثته... أليست المشاعر أنثى بكر؟ أليس الحب فجورا أعمى؟ لما أواجه عواصفي هكذا دون سابق إنذار
لقدري وجه حنون تعلوه إبتسامة غامضة، كتلك التي تغيضني حين تزين وجه حبيبي، أو ما تبقى من عشقي له... إبتسامة تجمع بين شفتيها الإستهزاء و الإزدراء، لكنها بيضاء، لا لون لها، عطشى للألوان
كيف للقدر أن يهديني عواصف كتلك التي أقرؤها؟ أنا التي قتلت كل سحبي و شربت كل أمطاري... أيحترف مثلي النسيان؟ أم يذكرني بأنني أطوف بحلقة خيبتي الأبدية؟
قدري أن أحب بجنون رجلا لا يهواني و رواية أخشى أن أنهيها و أغنية لا أمتلكها... لست إلا محطة لهم و ليسوا إلا جرحا لي
قدري أن أحب بجنون رجلا لا يهواني و رواية أخشى أن أنهيها و أغنية لا أمتلكها... لست إلا محطة لهم و ليسوا إلا جرحا لي
سخرية القدر أن يدفعني إلى جذوري بعد أن كانت أعمدتي شاهقة تطل على جميع الحضارات، يعيدني إلى عربيتي بعد أن اغتربت لفترة طويلة ناهزت عمرا كاملا... أراد أن تكون خيبتي عربية مكتملة، أرادني أن أكون كوطني، كقومي، لي جرح لن يندمل أبدا و كبرياء سخيف
فلما أخاف إنهاء هذا الكتاب؟ لما؟